عمرالفاروق وشجرة مريم
صفحة 1 من اصل 1
عمرالفاروق وشجرة مريم
أخرج ابن عساكر، عن الشعبي قال: كتب قيصر إلى عمر بن الخطاب أن رسلاً أتتني من قبلك، فزعمت أن قبلكم شجرة ليست بخليقة لشيء من الخير! تخرج مثل أذان الحمير، ثم تشقق عن مثل اللؤلؤ الأبيض، ثم تصير مثل الزمرد الأخضر، ثم تصير مثل الياقوت الأحمر، ثم تينع وتنضج فتكون كأطيب فالوذج أكل، ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم، وزادا للمسافر، فإن لم تكن رسلي صدقتني، فلا أرى هذه الشجرة إلا من شجر الجنة، فكتب إليه عمر: إن رسلك قد صدقتك، هذه الشجرة عندنا: وهي التي أنبتها الله على مريم حين نفست بعيسى وقال لها: (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) . لله درك يا عمر، لقد سأل قيصر يستخبر عن هذه النخلة التي حدثه رسله الذين زاروا المدينة عنها، ووصفوا ثمرها له، فاستعجب من وصفهم وأرسل لعمر يسأل عنها، وكان يكفي عمر أن يقول له إنها النخلة وهي كذا وكذا وسأرسل لك من ثمرها. ولكنه استغل هذه الفرصة وهي فرصة اهتمام قيصر وشغفه، ليحمل له الدعوة ويخبره أنها هي شجرة مريم عليها السلام والدة المسيح عليه السلام وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام، فضرب له في نفس الوقت عقيدته القائلة بتأليه عيسى، مستغلا سؤاله عن النخلة وشغفه بها، جاعلا من النخلة بابا لحوار عقائدي قد يؤدي إلى اهتداء قيصر لدين الحق. هكذا يكون الخليفة الذي يحمل الإسلام إلى العالم بأسره.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى