عندما دكت المدينه وابيد اهلها
صفحة 1 من اصل 1
عندما دكت المدينه وابيد اهلها
في مطلع شهر فبراير/ شباط 1982م حدثت مجزرة تعتبر إحدى أبشع المجارز المعاصرة، وهي لا تقل عن مجازر الصهاينة في فلسطين المحتلة، وقد كانت بأيدي تدَّعي أنها سورية وما هي بسورية بل إنها بأيدي بعثية سوفيتية حاقدة.
إنها ذكرى مجزرة حماة الكبرى، التي خطط لها نظام الأقلية الطائفي في سورية منذ عدة سنوات، فقد نقل عن الراحل حافظ الأسد قوله في أحد مؤتمرات حزبه: (أما الإخوان المسلمون فلا ينفع معهم إلا التصفية الجسدية)، كما نقل أيضاً عن شقيقه وساعده الأيمن في الحكم آنذاك رفعت الأسد قوله: (سأجعل المؤرخين يكتبون: كانت هنا مدينة تسمى حماة)!
كل هذا الغضب والحقد على حماة سـببه أن هذه المدينة محافظة على دينها ، ترك فيها الشيخ محمد الحامد يرحمه الله، وتلامذته أثراً طيباً في الالتزام بالإسلام والأخلاق الحميدة عند الرجال والنسـاء معًا، وقد كانت الفتيـات تخشـى أن تخرج سافرة في الشـارع الحموي، لأن الرجال في الشارع سوف يكلمون والدها حالاً، كي ينصحونه فإن لم يستجب وبخوه، وكانت أي فتاة يزين لها الشيطان أن تخرج سافرة تخاف إن شاهدها الشيخ محمد الحامد يرحمه الله الذي سيكلم والدها في الحال، وكانت مساجد المدينة تعـج بدروس العلماء، يحضرها الطلاب والشباب والكبار، مع دروسٍ خاصة للنساء.
كل ذلك جعل حمـاة مدينة سورية محافظة على إسلامها ، لاتقبل أن تعيش السافرات المتبرجات بين أهلها ، ولا تقبل أن يسكن فيها الفاسدون المفسدون، لأن الشارع "الحموي" لا يقبل بأن تعيش تلك الفئات المنحرفة فيها.
لهذه الأسباب وغيرها صار تدمير حماة هـدفـاً استراتيجياً عند نظام الأقلية الذي قاده حافظ وشقيقه رفعت، كما صرح حافظ الأسد نفسه عام 1973م بعد أن اعتقلت السلطة عددًا من مدرسي مدينة حماة، وذهب وفد يرأسه الشيخ الشقفة يرحمه الله -وهو ليس من تنظيم الإخوان- ليشفع لهم عند الرئيس حافظ الأسد الذي واجه الوفد بغضب وقال: (لأقطعن اليد التي لم يستطع عبدالناصر أن يقطعها).
ففي أوائل عام 1980م استقدم النظام "النصيري/ العلوي" خـبراء سـوفييت، تمرسـوا خلال المذابح الجماعية التي نفذها ستالين ضد المسلمين السوفييت فقتل منهم الملايين هناك، واستقدمهم نظام الأقلية بعـد أن كادت تسـحقه ضربات الثورة الشعبية المسلحة التي نشبت في حماة وحلب وجسر الشغور وغيرها.
ولذلك نفـذ نظـام الأقلية الطائفية السوري مذابح جماعية كثيرة في حماة وغيرها، أكبرها مأسـاة حماة عام 1982م حيث اتضح أن حافظ الأسـد نفسـه أعطى تعليماته للجيش بأن يقتل يومياً كذا مواطن من حماة، مما جعل يحيى زيدان مدير المخابرات العسكرية يعترض لأن هذا القتل الفوري يحرم المخابرات فرصـة التحقيق وكشف المعلومات الضرورية واللازمة!
تعريف ببعض المجازر التي وقعت:
وقعت العديد من المجازر في مدينة حماة منها ما حدث في الثامن من شباط/ فبراير 1982م وقعت مذبحة أسرة فهمي محمد الدباغ، حيث أنه في 6:30 ص قرعت قوات السلطة باب منزل الأستاذ فهمي محمد الدباغ هو معلم ابتدائي وعند محاولته فتح الباب جاءه الجواب رشّات من الرصاص فأصيب بجراح وابتعد عن الباب، ودخلت قوات السلطة بعد أن حطمت الباب وقتلت كل أفراد الأسرة وقد قتل في هذه المذبحة: فهمي محمد الدباغ (58عامًا) معلم ابتدائي/ زوجته (43 عامًا) ربة بيت/ ابنته ظلال (22 عامًا)/ ابنه وارف (21 عامًا) طالب/ ابنه عامر (15 عامًا)/ ابنه ماهر (14 عامًا)/ ابنته صفاء (10 سنوات)/ ابنته رنا (9 سنوات)/ ابنته قمر (8 سنوات)/ ابنه ياسر (6 سنوات)/ ابنه أحمد.
ولم ينج من أفراد الأسرة سوى (هبة الدباغ ) صاحبة كتاب "خمس دقائق فقط" لأنها كانت في السجن، ولما صدر الأمر بالإفراج عنها أوصلتها سيارة المخابرات العسكرية إلى حماة، بحثوا عن خالها ليتسلمها حيث لم يبق من أفراد أسرتها غير أخ شقيق لها خارج سوريا!
وأخيرًا فهذه مجرد نماذج من الموت والرعب والقتل وإفناء الجنس البشري في مدينة عربيةٍ مسلمة، والقضاء على من تربطه بالمعارضة روابط القرابة أو الصداقة أو التعاطف التي طالت أكثر من 30.000 إنسان! إن ذلك يستوجب من العالم إعلان أسماء المتورطين في المذبحة كـ (مجرمي حرب)، وتحميلهم مسؤولية أعمال إبادة المدنيين، واتخاذ الإجراءات القانونية للحجز على ممتلكاتهم داخل سورية وخارجه، وتوقيفهم وتقديمهم للمحاكمة أمام المحكمة الدولية لجرائم الحرب
ومن أولئك المتهمين نستذكر: العماد مصطفى طلاس – بصفته وزير الدفاع الذي أصدر أمر مشاركة قوّاته في مذبحة حماة وغيرها، واللواء رفعت أسد – بصفته رئيس سرايا الدفاع والذي أشرف على القيام بالمذبحة وتدمير المدينة، العميد علي حيدر – بصفته قائد الوحدات الخاصة التي شاركت بالمذبحة وتدمير المدينة، وغيرهم كثير.
فلتسمع الدنيا كلها بجرائم لم يعرف التاريخ مثلها، وليقدم صانعوها إلى المحاكمة العادلة كي ينالوا جزاء الدنيا، وفي الآخرة جهنم وبئس المصير ... ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ اللهم ارحم أموات المسلمين، وتقبَّل شهداءهم، واحفظ بلادهم، وصلِّ وسلِّم على سيدنا ونبينا محمد وآله وأصحابه.
إنها ذكرى مجزرة حماة الكبرى، التي خطط لها نظام الأقلية الطائفي في سورية منذ عدة سنوات، فقد نقل عن الراحل حافظ الأسد قوله في أحد مؤتمرات حزبه: (أما الإخوان المسلمون فلا ينفع معهم إلا التصفية الجسدية)، كما نقل أيضاً عن شقيقه وساعده الأيمن في الحكم آنذاك رفعت الأسد قوله: (سأجعل المؤرخين يكتبون: كانت هنا مدينة تسمى حماة)!
كل هذا الغضب والحقد على حماة سـببه أن هذه المدينة محافظة على دينها ، ترك فيها الشيخ محمد الحامد يرحمه الله، وتلامذته أثراً طيباً في الالتزام بالإسلام والأخلاق الحميدة عند الرجال والنسـاء معًا، وقد كانت الفتيـات تخشـى أن تخرج سافرة في الشـارع الحموي، لأن الرجال في الشارع سوف يكلمون والدها حالاً، كي ينصحونه فإن لم يستجب وبخوه، وكانت أي فتاة يزين لها الشيطان أن تخرج سافرة تخاف إن شاهدها الشيخ محمد الحامد يرحمه الله الذي سيكلم والدها في الحال، وكانت مساجد المدينة تعـج بدروس العلماء، يحضرها الطلاب والشباب والكبار، مع دروسٍ خاصة للنساء.
كل ذلك جعل حمـاة مدينة سورية محافظة على إسلامها ، لاتقبل أن تعيش السافرات المتبرجات بين أهلها ، ولا تقبل أن يسكن فيها الفاسدون المفسدون، لأن الشارع "الحموي" لا يقبل بأن تعيش تلك الفئات المنحرفة فيها.
لهذه الأسباب وغيرها صار تدمير حماة هـدفـاً استراتيجياً عند نظام الأقلية الذي قاده حافظ وشقيقه رفعت، كما صرح حافظ الأسد نفسه عام 1973م بعد أن اعتقلت السلطة عددًا من مدرسي مدينة حماة، وذهب وفد يرأسه الشيخ الشقفة يرحمه الله -وهو ليس من تنظيم الإخوان- ليشفع لهم عند الرئيس حافظ الأسد الذي واجه الوفد بغضب وقال: (لأقطعن اليد التي لم يستطع عبدالناصر أن يقطعها).
ففي أوائل عام 1980م استقدم النظام "النصيري/ العلوي" خـبراء سـوفييت، تمرسـوا خلال المذابح الجماعية التي نفذها ستالين ضد المسلمين السوفييت فقتل منهم الملايين هناك، واستقدمهم نظام الأقلية بعـد أن كادت تسـحقه ضربات الثورة الشعبية المسلحة التي نشبت في حماة وحلب وجسر الشغور وغيرها.
ولذلك نفـذ نظـام الأقلية الطائفية السوري مذابح جماعية كثيرة في حماة وغيرها، أكبرها مأسـاة حماة عام 1982م حيث اتضح أن حافظ الأسـد نفسـه أعطى تعليماته للجيش بأن يقتل يومياً كذا مواطن من حماة، مما جعل يحيى زيدان مدير المخابرات العسكرية يعترض لأن هذا القتل الفوري يحرم المخابرات فرصـة التحقيق وكشف المعلومات الضرورية واللازمة!
تعريف ببعض المجازر التي وقعت:
وقعت العديد من المجازر في مدينة حماة منها ما حدث في الثامن من شباط/ فبراير 1982م وقعت مذبحة أسرة فهمي محمد الدباغ، حيث أنه في 6:30 ص قرعت قوات السلطة باب منزل الأستاذ فهمي محمد الدباغ هو معلم ابتدائي وعند محاولته فتح الباب جاءه الجواب رشّات من الرصاص فأصيب بجراح وابتعد عن الباب، ودخلت قوات السلطة بعد أن حطمت الباب وقتلت كل أفراد الأسرة وقد قتل في هذه المذبحة: فهمي محمد الدباغ (58عامًا) معلم ابتدائي/ زوجته (43 عامًا) ربة بيت/ ابنته ظلال (22 عامًا)/ ابنه وارف (21 عامًا) طالب/ ابنه عامر (15 عامًا)/ ابنه ماهر (14 عامًا)/ ابنته صفاء (10 سنوات)/ ابنته رنا (9 سنوات)/ ابنته قمر (8 سنوات)/ ابنه ياسر (6 سنوات)/ ابنه أحمد.
ولم ينج من أفراد الأسرة سوى (هبة الدباغ ) صاحبة كتاب "خمس دقائق فقط" لأنها كانت في السجن، ولما صدر الأمر بالإفراج عنها أوصلتها سيارة المخابرات العسكرية إلى حماة، بحثوا عن خالها ليتسلمها حيث لم يبق من أفراد أسرتها غير أخ شقيق لها خارج سوريا!
وأخيرًا فهذه مجرد نماذج من الموت والرعب والقتل وإفناء الجنس البشري في مدينة عربيةٍ مسلمة، والقضاء على من تربطه بالمعارضة روابط القرابة أو الصداقة أو التعاطف التي طالت أكثر من 30.000 إنسان! إن ذلك يستوجب من العالم إعلان أسماء المتورطين في المذبحة كـ (مجرمي حرب)، وتحميلهم مسؤولية أعمال إبادة المدنيين، واتخاذ الإجراءات القانونية للحجز على ممتلكاتهم داخل سورية وخارجه، وتوقيفهم وتقديمهم للمحاكمة أمام المحكمة الدولية لجرائم الحرب
ومن أولئك المتهمين نستذكر: العماد مصطفى طلاس – بصفته وزير الدفاع الذي أصدر أمر مشاركة قوّاته في مذبحة حماة وغيرها، واللواء رفعت أسد – بصفته رئيس سرايا الدفاع والذي أشرف على القيام بالمذبحة وتدمير المدينة، العميد علي حيدر – بصفته قائد الوحدات الخاصة التي شاركت بالمذبحة وتدمير المدينة، وغيرهم كثير.
فلتسمع الدنيا كلها بجرائم لم يعرف التاريخ مثلها، وليقدم صانعوها إلى المحاكمة العادلة كي ينالوا جزاء الدنيا، وفي الآخرة جهنم وبئس المصير ... ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ اللهم ارحم أموات المسلمين، وتقبَّل شهداءهم، واحفظ بلادهم، وصلِّ وسلِّم على سيدنا ونبينا محمد وآله وأصحابه.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى