سد قرب قبر قورش العظيم فارسي يثير انقساماً في إيران حول تراث
صفحة 1 من اصل 1
سد قرب قبر قورش العظيم فارسي يثير انقساماً في إيران حول تراث
صور قبر قورش العظيم جنوب طهران
سلط إنشاء سدّ جديد قرب آثار قبر الملك "قورش العظيم" مؤسس الإمبراطورية الفارسية، الضوء على انقسامات ثقافات عميقة في المواقف تجاه ميراث الجمهورية الإسلامية من آثار حقبة ما قبل الإسلام.
فبالنسبة للمحتجين، يمثل السد الجديد الذي سيبنى قرب هذه الآثار العتيقة، أكثر من مجرد ثورة بيئية، إذ يروا فيه إهانة لهوية إيران قبل الإسلام. لكن وجهة نظر الحكومة تذهب إلى اتهام المنتقدين بأنهم "جماعات معادية للجمهورية الإسلامية".
مخاوف المعترضين
وعلى مدى 2500 سنة، ظل قبر الملك قورش العظيم قائما في صرح بمدينة بساركاد في جنوب إيران. نصب بسيط لكن مبجل لملك خلده التاريخ باعتباره مؤسس الامبراطورية الفارسية القوية، والذي بنى العاصمة في القرن السادس قبل الميلاد، ويُعتقد أنه دُفن هناك.
لكن البعض يخشى من أن السد وخزان المياه يشكلان خطرا على الاثر العتيق. ويقولون إن المشروع قد يزيد الرطوبة في المنطقة القاحلة قرب مدينة شيراز وهو ما يعتقدون أنه سيؤثر على الضريح المبني من الحجر الجيري.
ويقول محمد علي دادخاه، وهو محام ينظم حملة ضد بناء سد سيواند ومساعد للمحامية الإيرانية شيرين عبادي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، "هذا مشروع غير قانوني سيضر بتراثنا التاريخي". واتهم السلطات بعدم ابداء الاهتمام الكافي بهذه المواقع، التي ترجع إلى فترة ما قبل الفتح العربي الإسلامي في القرن السابع الهجري للمنطقة التي تعرف الآن بإيران قائلا "لايهتمون بتاريخ ما قبل الإسلام".
وتُعدّ بساركاد، التي تحيطها تلال مقفرة واحدة من ثمانية مواقع تراثية ايرانية معروفة عالميا، رغم أنها لا تتمتع بالعناية الكافية أو الشهرة بقدر مدينة برسيبوليس، التي بناها ملوك جاءوا بعد قورش، قرب المدينة التي تعرف الآن باسم شيراز.
ولايزال الكثير من الإيرانيين يعتبرون قورش أعظم بطل في تاريخهم الذي أقام أول امبراطورية عالمية وأبدى تسامحا تجاه أصحاب العقائد المختلفه في عهده.
وهزم قورش بابل حيث يوجد العراق اليوم عام 539 قبل الميلاد وحرر اليهود الذين كانوا في الاسر هناك. كما ينسب اليه كتابة مرسوم نقش على اسطوانة طينية يصفها البعض بأنها أول ميثاق لحقوق الإنسان. وقال رجل في شيراز اسمه رضا حسيني "نحن فعلا فخورون به. كان شخصية فريدة".
ردّ الحكومة
لكن المسؤولون الحكوميون يعتبرون أن بناء السد ضروري لمساعدة المزارعين على ري الأرض، لزراعة الذرة والطماطم ومحاصيل أخرى. ولمح اسفانديار رحيم مشائي نائب الرئيس الإيراني الذي يرأس مؤسسة التراث الثقافي والسياحة إلى أن جماعات "معادية للجمهورية الإسلامية" تقف وراء الاحتجاجات.
وقال أحد الحراس في موقع السد الذي تتواصل فيه أعمال البناء "إنه بعيد عن هنا... لن يقع أي ضرر".
ولكن سكان مدينة شيراز، عاصمة اقليم فارس والمشهورة بمدينة الشعراء والورود والمساجد الجميلة واثار الامبراطورية الفارسية، ليسوا على يقين من ذلك.
فهم يشكون من المعلومات المتضاربة بشأن الآثار المحتملة لبناء السد ويقولون انهم لايعرفون ما الذي ينبغي أن يصدقوه.
وقال أوميد نجاتي، وهو صاحب متجر يبيع سجاجيد منسوجة يدويا من الصوف والحرير، تحمل احداها نقشا لقبر الملك قورش "لو هناك احتمال ولو ضئيل بأن ضررا سيلحق بالنصب التاريخية فينبغي علينا أن نكون حذرين للغاية".
وقرب السد نفسه أبدى حتى أحد المزارعين الذين من المفترض أن يساعدهم السد شكوكه. وقال الرجل البالغ من العمر 35 عاما، والذي رفض ذكر اسمه نظرا لحساسية الموضوع أثناء فترة راحة من العمل في الارض "ليس لدينا مشاكل في المياه..السد هو مشروع لخلق فرص عمل لاناس من مناطق أخرى".
وفي الجبال بعيدا، يقع ممر بولاغي الذي ستغمره المياه في اطار المشروع. وسبق أن نقبت فرق دولية خلال الاعوام القليلة الماضية المنطقة التي يعتقد أنها تشكل جزءا من طريق ملكي فارسي وتضم بقايا اثرية أخرى قبل غمر المكان.
وقال مستشار منظمة الامم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة "يونسكو" فرضين فردانش إن لا أحد يستطيع أن يحدد على وجه اليقين الآثار المحتملة للسد. وقال إن القلق "له مبرره" لكن لم يثبت تعرض بساركاد لاي خطر.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى